لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (٦٠)
ثم ذكر فضل المهاجرين فقال : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ). قال المفسرون : يعني : من مكة إلى المدينة (١).
ويندرج في عموم اللفظ كل من هاجر ابتغاء مرضاة الله من مكة وغيرها.
(ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً) وهو رزق الجنة.
وفي قوله : (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) تنبيه على عظمة ذلك الرزق وحسنه.
(لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ) قد ذكرنا في سورة النساء (٢) اختلاف القرّاء في" مدخلا" ، وتعليل القراءتين.
(وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ) بنياتهم (حَلِيمٌ) حيث تجاوز عن سيئاتهم.
قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) أي : جازى الظالم بمثل ما ظلمه به.
قال الزجاج (٣) : الأول لم يكن عقوبة ، وإنما العقوبة الجزاء ، ولكنه سمي عقوبة ؛ لأن الفعل الذي هو عقوبة كان جزاء ، فسمي الأول الذي جوزي عليه عقوبة ؛ لاستواء الفعلين في جنس المكروه ، كما قال : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى : ٤٠].
وقال علي بن الحسين النحوي : " من" بمعنى الذي ، و" عاقب" صلته ، وقوله :
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٧٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤٤٥) كلاهما بلا نسبة.
(٢) عند الآية رقم : ٣١.
(٣) معاني الزجاج (٣ / ٤٣٥).