وقال مقاتل (١) : نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر ، رماه عامر بن الحضرمي فقتله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «سيد الشهداء مهجع ، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة» ، فجزع عليه أبواه وامرأته جزعا شديدا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).
قال الزجاج (٣) : هذا اللفظ لفظ استخبار. والمعنى معنى تقرير وتوبيخ. ومعناه : أحسبوا أن نقنع منهم أن يقولوا (إِنَّا مُؤْمِنُونَ) فقط ولا يمتحنون بما تبين به حقيقة إيمانهم.
قال مجاهد وقتادة والسدي : (وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) : أي : لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم بالقتل والتعذيب (٤).
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي : ابتليناهم بضروب المحن وأنواع المصائب ؛ تمييزا للمخلص من غير المخلص ، والثابت القدم في الإسلام من المزلزل (٥) ، والصابر من الجازع.
__________________
ـ يقول : اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هاشم، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفعين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف.
(١) تفسير مقاتل (٢ / ٥١٠).
(٢) انظر : أسباب النزول للواحدي (ص : ٣٥٠) ، وزاد المسير (٦ / ٢٥٤).
(٣) معاني الزجاج (٤ / ١٥٩).
(٤) أخرجه الطبري (٢٠ / ١٢٨) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٣٢) ، ومجاهد (ص : ٤٩٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٥٠) وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٥) في ب : المتزلزل.