(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (٧٧)
قوله تعالى : (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) قارون اسم أعجمي مثل هارون ولم ينصرف للعجمة والتعريف.
قال الزجاج (١) : ولو كان فاعولا من العربية ، من قرنت الشيء لا يصرف (٢).
واختلفوا في قرابته من موسى ؛ فقال ابن عباس وقتادة ومقاتل (٣) وأكثر المفسرين : كان ابن عم موسى (٤) ، وهو قارون بن يصهر بن قاهث (٥) ، وموسى بن عمران بن قاهث (٦). وقد ذكرنا نسبه في البقرة.
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ١٥٣).
(٢) يريد أنه مع أن صيغة فاعول موجودة في اللغة العربية مثل : جاسوس وقاعود وقانون ، وقارون فاعول من قرنت ولكنه لا ينصرف لأنه علم أعجمي.
(٣) تفسير مقاتل (٢ / ٥٠٥).
(٤) أخرجه الطبري (٢٠ / ١٠٥ ـ ١٠٦) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٠٥). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧) وعزاه لا بن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس. ومن عدة طرق أخرى.
(٥) في تفسير مقاتل : أصهر بن قوهث.
(٦) في تفسير مقاتل : قوهث.