الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) (٦١)
قوله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) أي : من سبب من أسباب الدنيا (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها) أي : فما هو إلا شيء تتمتعون به أيام حياتكم الفانية وتتزينون به ، (وَما عِنْدَ اللهِ) تعالى من الثواب المعد لأهل طاعته وطاعة رسوله (خَيْرٌ وَأَبْقى) من متاع الدنيا وزينتها (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أن الباقي خير من الفاني.
قرأ أبو عمرو : «يعقلون» بالياء على المغايبة ؛ ردا على ما قبله. وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة ؛ حملا على أول الآية (١).
قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ) استفهام في معنى الإنكار ، (وَعْداً حَسَناً) يعني : الجنة (فَهُوَ لاقِيهِ) مدركه ومصيبه ، (كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) ولا حظ له في الآخرة ، (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) إلى النار.
قال مجاهد : نزلت هذه الآية في النبي صلىاللهعليهوسلم ، وفي أبي جهل (٢).
وقال محمد بن كعب : نزلت في علي وحمزة وأبي جهل (٣).
وقال السدي : نزلت في عمار والوليد بن المغيرة (٤).
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قالَ الَّذِينَ
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٥٦) ، والحجة لا بن زنجلة (ص : ٥٤٨) ، والكشف (٢ / ١٧٥) ، والنشر (٢ / ٣٤٢) ، والإتحاف (ص : ٣٤٣) ، والسبعة (ص : ٤٩٥).
(٢) أخرجه الطبري (٢٠ / ٩٧). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٣١) وعزاه لا بن جرير.
(٣) أخرجه الطبري (٢٠ / ٩٧) عن مجاهد. وذكره القرطبي (١٣ / ٣٠٣) عن محمد بن كعب وزاد : وعمارة بن الوليد.
(٤) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٢٣٤).