قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ) أي : من قبل القرآن ، (هُمْ بِهِ) أي : بالقرآن.
فإن قيل : هل يجوز أن يعود الضمير في «به» [إلى](١) الكتاب؟
قلت : يمنع من ذلك قوله : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ).
وهذه الآية من جملة ما أثنى الله به على مؤمني أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام.
قال رفاعة بن قرظة : نزلت في عشرة أنا أحدهم (٢).
وقيل : نزلت في أربعين من مسلمي أهل الإنجيل ، اثنان وثلاثون جاؤوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، وثمانية من أهل الشام (٣).
(وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) أي : وإذا يقرأ القرآن على مؤمني أهل الكتاب (قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا) ، وذلك أنهم وعدوا بنبي وكتاب ، (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ) أي : من قبل نزول القرآن (مُسْلِمِينَ) أي : على دين الإسلام ؛ لأن الإسلام صفة كل موحّد مصدّق للوحي.
__________________
(١) زيادة من ب.
(٢) أخرجه الطبري (٢٠ / ٨٨) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٢٩٨٨) ، والطبراني في الكبير (٥ / ٥٣ ح ٤٥٦٣ ، ٤٥٦٤). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٢٢) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي القاسم البغوي في معجمه والباوردي وابن قانع الثلاثة في معاجم الصحابة والطبراني وابن مردويه بسند جيد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٨) وقال : رواه الطبراني بإسنادين أحدهما متصل ورجاله ثقات ، والآخر منقطع الإسناد.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره (٤ / ٢٥٧) بلا نسبة ، والواحدي في الوسيط (٣ / ٤٠٢) ونسبه لمقاتل ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٢٢٩) عن ابن عباس.