قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً) أي : سحر تفتعله وتختلقه وتفتريه على الله ، (وَما سَمِعْنا بِهذا) الذي تدعونا إليه وتأمرنا به (فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) أي : حدّثنا بكونه فيهم.
وقوله : (فِي آبائِنَا) حال منصوبة عن" هذا" (١) ، أي : كائنا في زمانهم.
(وَقالَ مُوسى) وقرأ ابن كثير : «قال موسى» بغير واو (٢) ، وهكذا هو في مصحف أهل مكة.
(رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ) أي : بالبيان الواضح ، (وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) أي : العاقبة المحمودة ، وهي النصر في الدنيا والجنة في الآخرة.
وقرأ حمزة والكسائي : «يكون» بالياء (٣) ، وقد ذكر وعلل فيما مضى.
(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لا يسعد ولا ينجح المشركون.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ
__________________
(١) هو قول الزمخشري أيضا.
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ٢٥٥) ، والحجة لا بن زنجلة (ص : ٥٤٦) ، والكشف (٢ / ١٧٤) ، والنشر (٢ / ٣٤١) ، والإتحاف (ص : ٣٤٣) ، والسبعة (ص : ٤٩٤).
(٣) الحجة للفارسي (٣ / ٢٥٥) ، والحجة لا بن زنجلة (ص : ٥٤٦) ، والكشف (١ / ٤٥٣) ، والنشر (٢ / ٢٦٣) ، والإتحاف (ص : ٣٤٣) ، والسبعة (ص : ٤٩٤).