الضمة من الضاد إلى العين ، وعضد بضمتين جميعا كأنه تثقيل عضد.
والمعنى : سنقوّيك به ونعينك ، ومنه : عضدت فلانا ؛ إذا قوّيته (١) ، وذلك لأن العضد أقوى اليد ، ومنه : عضادتا الباب.
(وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) أي : حجّة بينة تدل على الرسالة ، ويلازم صاحبها وصف البسالة ، (فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) بنوع من أنواع الأذى.
قوله تعالى : (بِآياتِنا) إما أن يتعلق بقوله : (وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) على معنى : نسلطكما بآياتنا ومعجزاتنا ، أو بقوله : (فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) على معنى : فتمتنعون منهم بآياتنا ، [وإما أن يتعلق بما بعده ، على معنى : بآياتنا أنتما الغالبون ، فيكون" بآياتنا"](٢) تبيينا لامتناع تقدّم الصلة على الموصول ، أو يكون قسما جوابه : لا يصلون مقدما عليه ، [أو هو](٣) من لغو القسم الذي لا جواب له في اللفظ (٤).
(فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (٣٧)
__________________
(١) انظر : اللسان (مادة : عضد).
(٢) زيادة من ب.
(٣) في الأصل : وهو. والمثبت من ب.
(٤) هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣ / ٤١٥). وردّ عليه أبو حيان في البحر المحيط (٧ / ١١٣) بأن جواب القسم لا تدخله الفاء عند الجمهور. ويريد بلغو القسم : أن جوابه محذوف ، أي : وحق آياتنا لتغلبن.