قال لي : امشي خلفي فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك (١).
وقيل : سمّته قويا ؛ لنزعه بالدّلو الذي ما كان يقلّه إلا العدد الكثير ، فرغب حينئذ فيه شعيب فقال : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) أي : تأجرني نفسك ، فحذف المفعول.
والمعنى : على أن تكون لي أجيرا ترعى لي (٢) غنمي.
(ثَمانِيَ حِجَجٍ) أي : سنين ، (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً) قال الزمخشري (٣) : أي : عمل عشر. (فَمِنْ عِنْدِكَ) أي : فإتمامه من عندك لا ألزمكه ، لكنه [تفضّلا](٤) منك ، (وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) بإلزام العشر.
وقوله : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) ترغيب له في مصاحبته وإعلام له أنه [ممن](٥) شأنه المساهلة والمجاملة ، إلى غير ذلك مما يوصف به أهل الصلاح.
وقوله : (إِنْ شاءَ اللهُ) حسن أدب مع الله ، واتّكال على توفيقه ، واستمداد لمعونته.
(قالَ) يعني : موسى لشعيب : (ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) مبتدأ وخبر (٦) ، والإشارة
__________________
(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٦ / ٣٣٤ ح ٣١٨٤٢) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٢٩٦٦) ، والبيهقي في الكبرى (٦ / ١١٦ ح ١١٤١٥). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٤٠٥) وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.
(٢) في ب : علي.
(٣) الكشاف (٣ / ٤٠٩).
(٤) في الأصل : تفضيلا. والتصويب من ب.
(٥) في الأصل : من. والتصويب من ب.
(٦) انظر : التبيان (٢ / ١٧٧) ، والدر المصون (٥ / ٣٣٩).