فابتلي به مرة أخرى (١) ، يشير إلى ما ابتلي به مع الإسرائيلي مرة ثانية ، وهو قوله : (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ)(٢) يعني : المدينة التي قتل فيها القبطي (خائِفاً يَتَرَقَّبُ) أي : [ينتظر سوءا](٣) يناله بسبب قتله القبطي.
وقال ابن السائب : ينتظر متى يؤخذ (٤).
(فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ) [وهو الإسرائيلي](٥) (يَسْتَصْرِخُهُ) على قبطي آخر ، أراد أن يسخّره أيضا ، (قالَ لَهُ مُوسى) أي : للإسرائيلي. وقيل : للقبطي. والأول أظهر ، (إِنَّكَ لَغَوِيٌ) فعيل بمعنى : مغويّ ، كالأليم بمعنى : مؤلم ، أي : إنك [لمغويّ](٦) (مُبِينٌ) حيث قتلت أمس بسببك رجلا وتستصرخني اليوم على آخر.
ويجوز أن يكون المعنى : إنك لغاو في قتالك من لا تطيق دفع شرّه عنك.
ثم أقبل موسى عليهما وأراد أن يبطش بالقبطي ، فذلك قوله : (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ) له الإسرائيلي : (يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي) توهّم ذلك ؛ لما رأى من غضب موسى عليه ، وظن أنه يريده ، (كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ).
__________________
(١) ذكره الطبري (٢٠ / ٤٧) ، والماوردي (٤ / ٢٤٢).
(٢) في الأصل زيادة قوله : (خائِفاً) وستأتي بعد.
(٣) في الأصل : ينظر سواء. والتصويب من ب.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٩٣).
(٥) في الأصل : والإسرائيلي. والمثبت من ب.
(٦) في الأصل : لغوي. والمثبت من ب.