حذّرت ، " سليمان" : خصّت ، " وجنوده" : عمّت ، (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : عذرت (١).
قوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) «ضاحكا» حال مقدّرة (٢) ، والتقدير : فتبسّم مقدّرا الضحك ، ولا يكون محمولا على الظاهر ، أعني : الحال المطلق ؛ لأن التبسّم غير الضحك.
وقال الزجاج (٣) : «ضاحكا» : حال مؤكدة ؛ لأن تبسّم بمعنى ضحك.
وقال صاحب الكشاف (٤) : أي : تبسّم شارعا في الضحك ، آخذا فيه ، بمعنى : أنه قد [تجاوز](٥) حدّ التبسم إلى الضحك ، وكذلك ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام.
وأما ما روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم ضحك حتى بدت نواجذه ؛ فالغرض : المبالغة في وصف ما وجد منه من الضحك النبوي ، وإلا فبدوّ النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب ـ يريد : القهقهة ـ.
وقرأ ابن السميفع : «ضحكا» (٦).
فإن قلت : ما أضحكه من قولها؟
قلت : شيئان : إعجابه بما دلّ عليه قولها من ظهور رحمته ورحمة جنوده وشفقتهم ، وعلى شهرة حاله وحالهم في باب التقوى ، وذلك قولها : (وَهُمْ لا
__________________
(١) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ١٦٢).
(٢) انظر : التبيان (٢ / ١٧٢) ، والدر المصون (٥ / ٣٠٤).
(٣) معاني الزجاج (٤ / ١١٢).
(٤) الكشاف (٣ / ٣٦١ ـ ٣٦٢).
(٥) في الأصل : جاوز. والمثبت من ب ، والكشاف (٣ / ٣٦١).
(٦) انظر هذه القراءة في : الدر المصون (٥ / ٣٠٤).