وغيره.
قال عطاء : يأكل يديه [حتى](١) يذهبا إلى المرفقين ، ثم ينبتان فلا يزال هكذا ، كلما نبتت يداه أكلهما ندامة على ما فعل (٢).
وقيل : عضّ اليدين مجاز عن نهاية الحسرة والندامة.
(يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ)(٣) يعني : محمدا صلىاللهعليهوسلم (سَبِيلاً) طريقا إلى الهدى والنجاة من الرّدى.
(يا) ويلتا وقرئ : «يا ويلتي» بالياء على الأصل (٤).
(لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) يعني : أمية بن خلف. وقيل : أبيّ بن خلف.
(لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) قال مجاهد وأكثر المفسرين : سبب نزول هذه الآية : «أن عقبة بن أبي معيط دعا قوما فيهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم لطعام ، فأكلوا ، وأبي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يأكل ، فقال : لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فشهد بذلك عقبة ، فبلغ ذلك أبيّ بن خلف ، وكان خليلا له ، فقال : صبوت يا عقبة؟ فقال : لا والله ما صبوت ، ولكنه أبي أن يأكل طعامي وهو في بيتي ، فاستحييت أن يخرج من منزلي لم يطعم من طعامي ، فقلت ذلك وليس من نفسي ، فقال : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه ، فوجده يوما ساجدا ، فنال منه بعض ما أراد ، فقال له رسول
__________________
(١) زيادة من ب.
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٣٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٨٦).
(٣) في الأصل زيادة قوله : سَبِيلاً وستأتي.
(٤) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٣٢٩).