قوله تعالى : (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَ) يعني : ولا يركضن بأرجلهنّ الأرض إذا مشين.
وقيل : لا يضربن [بإحدى](١) الرّجلين على الأخرى.
(لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) نهى سبحانه وتعالى عن إظهار وسوسة الخلخال بعد أن نهى عن إبدائه ، ليعلم أن إبداء الأبدان أوغل في الإثم وأدخل في التحريم.
(وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً) من إرسال أبصاركم وإبداء الزينة لغير ذوي المحارم ، وغير ذلك [من](٢) الآثام.
وقال ابن عباس : توبوا إلى الله مما كنتم تفعلونه في الجاهلية (٣).
(أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) وقرأت لابن عامر : " أيّه المؤمنون" بضم الهاء ، ومثله : (يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) [الزخرف : ٤٩] و (أَيُّهَ الثَّقَلانِ) [الرحمن : ٣١]. واتفقوا على إسقاط الألف من" أيها" في الوقف اتباعا [للإمام ، إلا أبا عمرو والكسائي](٤) فإنهما وقفا بالألف (٥).
فمن فتح الهاء في الوصل فلمراعاة الأصل ؛ لأنه لما حذف الألف لالتقاء الساكنين أبقى الفتحة لتدل على الألف المحذوفة. ومن ضمّ الهاء حذف الألف في
__________________
(١) في الأصل : إحدى. والتصويب من ب.
(٢) زيادة من ب.
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣١٧) بلا نسبة.
(٤) في الأصل : للإمام أبي عمرو والكساي. والتصويب من ب.
(٥) الحجة للفارسي (٣ / ١٩٧) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٩٧ ـ ٤٩٨) ، والكشف (٢ / ١٣٦ ـ ١٣٧) ، والإتحاف (ص : ٣٢٤) ، والسبعة (ص : ٤٥٥).