يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٣١)
ثم إن الله تعالى أمر النساء بما أمر به الرجال فقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) فلا يحلّ للمرأة أن تنظر من الأجنبي إلى ما تحت سرّته وفوق ركبته.
وروي عن الإمام أحمد رضي الله عنه رواية أخرى : أنه لا يجوز لها النظر إلى الأجنبي حذرا من الافتتان (١).
و «لأن النبي صلىاللهعليهوسلم أمر أمّ سلمة وميمونة بالاحتجاب من ابن أم مكتوم ، فقالتا : يا رسول الله! أليس هو أعمى لا يبصرنا؟ فقال : أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه؟» (٢).
فإن قيل : لم قدّم الأمر بغضّ الأبصار على الأمر بحفظ الفروج وهو أهمّ؟
قلت : قدّمه ؛ لعموم البلوى فيه ، وقلة التحرز منه ، وكونه بريد الفجور ، والوسيلة العظمى إلى ارتكاب المحظور.
قوله تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) اعلم أن الزينة ما تتزين به
__________________
(١) انظر : الإنصاف (٨ / ٢٥).
(٢) أخرجه أبو داود (٤ / ٦٣ ح ٤١١٢) ، والترمذي (٥ / ١٠٢ ح ٢٧٧٨) وقال : حديث حسن صحيح.
قال أبو داود : هذا لأزواج النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم لفاطمة بنت قيس : «اعتدي عند ابن أم مكتوم ، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده».