وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٩٦)
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) أمة حنيفية مسلمة. قال ابن عباس : على دين واحد (١).
(وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) قال الواحدي (٢) : هذا صريح في تكذيب القدرية ، حيث أضاف الضلالة والهداية وجعلهما إلى نفسه لمن يشاء من خلقه بالمشيئة الأزلية.
(وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) المعنى : وتجازون عليه.
ثم إنه سبحانه وتعالى كرر النهي عن أيمان الخديعة والمكر فقال : (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ) عن طريق العهدى (بَعْدَ ثُبُوتِها) عليها.
قال أبو عبيدة (٣) : يقال لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة : زلّت به قدمه.
(وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ) أي : بصدكم (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وخروجكم عن الدين ، أو بصدكم غيركم من المقتدين بكم المرتدين بسببكم.
قال المفسرون : وهذا نهي للذين بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الإسلام والنصرة أن ينقضوا بيعتهم (٤).
ولما كانت الرغبة في الدنيا والمنافسة في الاستكثار منها والطلب للذّاتها ، من
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٨٠).
(٢) الوسيط (٣ / ٨٠).
(٣) مجاز القرآن (١ / ٣٦٧).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٨١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٨٧).