اليمين. يقال وكّدت الشيء وأكّدته توكيدا وتأكيدا (١) ، والأصل الواو ، والهمزة بدل منها ، (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) شهيدا ورقيبا ، والواو للحال (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) من النقض والوفاء وغيرهما من الأشياء.
(وَلا تَكُونُوا) في نقض الأيمان بعد التوكيد (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها) وهي امرأة من قريش. وقيل : من بني مرّة اسمها : ريطة ، وقيل : رائطة ، وكانت حمقاء خرقاء ، معروفة بذلك عند أهل مكة ، وكانت اتخذت مغزلا قدر ذراع ، وصنارة مثل الإصبع ، وكانت تغزل الغزل من القطن والصوف والشعر والوبر ، وتأمر جواريها بذلك إلى نصف النهار ، ثم تأمرهنّ بنقض ما غزلن ، فكان ذلك دأبها ، فضربت مثلا لناقض العهد.
(مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) أي : إحكام وإبرام (أَنْكاثاً) جمع نكث ، وهو ما نكث ، أي : نقض بعد فتله غزلا أو حبلا.
(تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ) حال ، (دَخَلاً بَيْنَكُمْ) ثاني مفعولي «تتخذون» ، التقدير : ولا تنقضوا أيمانكم متخذيها دخلا بينكم خديعة بينكم.
(أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى) قال الزجاج (٢) : موضع «أربى» رفع. وزعم الفراء (٣) أن موضع «أربى» النصب [و «هي» عماد](٤). وهذا خطأ ، [«هي» لا
__________________
(١) انظر : اللسان (مادة : وكد).
(٢) معاني الزجاج (٣ / ٢١٨).
(٣) معاني الفراء (٢ / ١١٣).
(٤) زيادة من معاني الزجاج (٣ / ٢١٨).