قال ابن عباس : لو لم يتبع بردها سلاما ؛ لمات إبراهيم من بردها (١).
قال السدي : فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأجلسته على الأرض ، فإذا عين من ماء عذب وورد أحمر ونرجس (٢).
قال كعب ووهب : ما أحرقت النار منه إلا وثاقه ، وأقام في ذلك الموضع سبعة أيام(٣).
وقال غيرهما : أقام أربعين أو خمسين يوما ، فنزل جبريل بقميص من الجنة وطنفسة (٤) من الجنة ، فألبسه القميص وأجلسه على الطّنفسة ، وقعد معه يحدثه (٥).
ثم إن نمروذ أشرف من صرح له على إبراهيم ـ وهو لا يشك في هلاكه ـ ، فرأى إبراهيم جالسا في روضة تهتزّ وثيابه تندّى ، وعليه القميص وتحته الطنفسة ، والملك إلى جنبه ، فناداه نمروذ : يا إبراهيم! إن إلهك الذي بلغت قدرته هذا لكبير ، هل تستطيع أن تخرج؟ قال : نعم. فقام إبراهيم يمشي حتى خرج. فقال : من الذي رأيت معك؟ قال : ملك أرسله إليّ ربي ليؤنسني. فقال نمروذ : إني مقرّب لإلهك
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٧ / ٤٤) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٤٥٦). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٦٤٠) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٣٦٧).
(٣) أخرجه الطبري (١٧ / ٤٤) ، وابن أبي شيبة (٦ / ٣٣٠) كلاهما عن كعب. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٣٦٧) ، والسيوطي في الدر المنثور (٥ / ٦٣٩) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب.
(٤) الطّنفسة : هي البساط الذي له خمل رقيق (اللسان ، مادة : طنفس).
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٤٤) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٣٦٧) ، والسيوطي في الدر المنثور (٤ / ٥٧٩) وعزاه لأبي الشيخ عن الحسن.