نبذتموه.
(أُفٍّ لَكُمْ) قال الزجاج (١) : [وتفسيرها](٢) : النّتن لكم ، (وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ).
(قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٦٨) قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ)(٧٠)
قال العلماء بالتفسير : فاستشار حينئذ نمروذ قومه ، بأي عذاب يعذبه؟ فقال رجل منهم : (حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ) ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة (٣).
والمعنى : انصروا آلهتكم بتحريقه ، (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) ناصرين لها.
الإشارة إلى قصة تحريقه عليهالسلام
ذكر العلماء بالتفسير والسير : أنهم حبسوا إبراهيم في بيت ، ثم بنوا له حيرا (٤) طول جداره ستون ذراعا إلى سفح جبل منيف ، وأمر نمروذ مناديا فنادى : أيها الناس ، احتطبوا لإبراهيم ولا يتخلّفنّ أحد ، ومن تخلّف ألقي في النار ، ففعلوا ذلك أربعين ليلة ، حتى إن المرأة لتقول : إن ظفرت بكذا أو عافاني الله لأحتطبنّ
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ٣٩٨).
(٢) زيادة من الزجاج ، الموضع السابق.
(٣) أخرجه الطبري (١٧ / ٤٣) من طريق شعيب الجبئي. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٣٦٥) ، والسيوطي في الدر المنثور (٥ / ٦٣٩) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبئي.
(٤) الحير : شبه الحظيرة أو الحمى (اللسان ، مادة : حير).