حمزة والكسائي : «ليغرق» بالياء مفتوحة مع فتح الراء ، «أهلها» بالرفع (١).
وقراءة الأكثرين أوجه ؛ لكون المعطوف مثل المعطوف عليه في إسناد الفعل إلى المخاطب.
(لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) أي : عظيما ، من قولك : أمر الأمر ؛ إذا عظم (٢).
قال مجاهد : منكرا (٣).
وقال ابن قتيبة (٤) : عجبا.
(قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) قال الزجاج (٥) : فلما رأى موسى عليهالسلام أن الخرق لم يدخل منه الماء ، وأنه لم يضرر من في السفينة ، (قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ).
قال أبي بن كعب : لم ينس ، ولكنه من معاريض الكلام (٦).
فعلى هذا يكون النسيان بمعنى : الترك ، وأراد موسى عليهالسلام إيهامه أنه قد
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٩٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٢٣) ، والكشف (٢ / ٦٨) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١٣) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩٣) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٥).
(٢) انظر : اللسان (مادة : أمر).
(٣) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٨٤) ، ومجاهد (ص : ٣٧٩) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٧٨). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٤٢٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) تفسير غريب القرآن (ص : ٢٦٩).
(٥) معاني الزجاج (٣ / ٣٠٢).
(٦) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٨٥). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٤٢٥) وعزاه لابن جرير.