وقيل : الرّقة والحنو على من يستحقه (١).
(وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) قال ابن عباس : علما من علم الغيب (٢).
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)(٧٠)
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) قرأ أبو عمرو : «رشدا» بفتح الراء والشين. وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين (٣) ، وهما لغتان ؛ كالبخل والبخل.
قال مكي (٤) : إن أعملت «هل أتبعك» في «رشدا» كان مفعولا من أجله ، أي : هل أتبعك للرشد على أن تعلمني مما علمت ، والعلم هاهنا بمعنى التعريف الذي يتعدّى إلى مفعول واحد ، وإن نصبت ب «تعلّمني» كان مفعولا به (٥).
والمعنى : على أن تعلمني علما ذا رشد مما علمته. وهذه القصة مشعرة بشرعية
__________________
(١) زاد المسير (٥ / ١٦٩).
(٢) الوسيط (٣ / ١٥٨) ، وزاد المسير (٥ / ١٦٩).
(٣) الحجة للفارسي (٣ / ٩٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٢٢) ، والكشف (٢ / ٦٦) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩٢) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٤).
(٤) الكشف (٢ / ٦٦ ـ ٦٧).
(٥) التبيان (٢ / ١٠٦) ، والدر المصون (٤ / ٤٧٢).