استغناء عنهم وعن مشاورتهم ومعاونتهم ، لأني القادر الذي لا يعجزني شيء.
(وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) قال قتادة : أعوانا (١) ، والعضد يستعمل كثيرا في معنى العون ؛ لأنه قوام اليد ، وبه قوّتها وبطشها.
والمعنى : إذا لم أتخذهم أعوانا وشركاء في خلقي ، فكيف تجعلونهم أنتم شركائي في الطاعة والعبادة ، وكيف تتخذونهم مع عجزهم أولياء من دوني مع كمال قدرتي وعظمتي.
وقرأت لأبي جعفر : «وما كنت» بفتح التاء (٢) ، على الخطاب للرسول صلىاللهعليهوسلم ، على معنى : ما ينبغي لك أن تغترّبهم وتتخذهم أعوانا.
(وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (٥٢) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً)(٥٣)
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَقُولُ) وقرأ حمزة : «نقول» بالنون (٣) ، ووجههما ظاهر ، (نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) قال ابن عباس : يريد يوم القيامة ، يقول الله تعالى :
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٦٣) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٦٧). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٤٠٤) وعزاه لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) النشر في القراءات العشر (٢ / ٣١١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩١).
(٣) الحجة للفارسي (٣ / ٩٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٢٠) ، والكشف (٢ / ٦٥) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩١) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٣).