لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(٥٠)
قوله تعالى : (كانَ مِنَ الْجِنِ) قال ابن عباس : هو من قبيل من الملائكة ، يقال لهم : الجن ، خلقوا من نار السّموم (١).
قال الحسن : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم أصل الإنس (٢). وقد ذكرنا قصته وما لم نفسّره هاهنا في البقرة (٣).
قال صاحب الكشاف (٤) : قوله : (كانَ مِنَ الْجِنِ) كلام مستأنف جار مجرى التعليل بعد استثناء إبليس من الساجدين ، كأن قائلا قال : ما له لم يسجد؟ فقيل : كان من الجن (فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) والفاء للتسبيب أيضا ، جعل كونه من الجن سببا في فسقه.
والمعنى : خرج عن طاعة ربه.
وقال الزجاج (٥) : أتاه الفسق لما أمر فعصى ، فكان [سبب](٦) فسقه عن أمر ربه. قال : وهذا مذهب الخليل وسيبويه ، وهو الحق عندنا.
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي) الاستفهام في معنى التقريع والتوبيخ ،
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٥٩). وذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ١٥٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ١٥٣).
(٢) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٦٠) ، وأبو الشيخ في العظمة (٥ / ١٦٩٠). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٤٠٢) وعزاه لابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبي الشيخ في العظمة.
(٣) آية رقم : ٣٤.
(٤) الكشاف (٢ / ٦٧٩).
(٥) معاني الزجاج (٣ / ٢٩٤).
(٦) زيادة من ب.