(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (٤٧) وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (٤٨) وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(٤٩)
قوله تعالى : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) وقرأ أهل الكوفة ونافع : «نسيّر» بالنون وكسر الياء ، «الجبال» بالنصب (١).
قال الزجاج (٢) : «ويوم» منصوب على إضمار اذكر ، ويجوز أن يكون منصوبا على «والباقيات الصالحات خير» يوم تسير الجبال ، أي : خير في القيامة من الأعمال التي تبقى آثامها.
قال ابن عباس : تسيّر عن وجه الأرض كما يسيّر السحاب في الدنيا ، ثم تكسر فتكون في الأرض كما خرجت منها (٣). ويدل عليه قوله تعالى : (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا* فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) [الواقعة : ٥ ـ ٦].
(وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) ظاهرة غير محجوبة بشيء ، قد سارت جبالها ، وغارت
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٩٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤١٩) ، والكشف (٢ / ٦٤) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩١) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٣).
(٢) معاني الزجاج (٣ / ٢٩٢).
(٣) الوسيط (٣ / ١٥٢) ، وزاد المسير (٥ / ١٥١).