فما الحرب إلا ما علمتم وذقتم |
|
وما هو عنها بالحديث المرجّم (١) |
قال الواحدي (٢) : أخبر الله أنه سيقع نزاع في عددهم ، ثم وقع ذلك لما وفد نصارى نجران إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فجرى ذكر أصحاب الكهف ، فقالت اليعقوبية (٣) منهم : كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم. وقالت النسطورية (٤) : كانوا خمسة سادسهم كلبهم. وقال المسلمون : كانوا سبعة ثامنهم (٥) كلبهم.
وحكى الماوردي (٦) : أن القائلين لذلك أهل مدينتهم.
والأول أكثر.
__________________
(١) البيت لزهير. انظر : ديوانه (ص : ١٨) ، والدر المصون (٤ / ٣٩٩ ، ٤٤٥) ، وتفسير الماوردي (٣ / ٢٩٧) ، والقرطبي (١٠ / ٣٨٣) ، وزاد المسير (٥ / ١٢٤) ، وروح المعاني (١٥ / ٩٣ ، ٢٤١ ، ١٨ / ٣١).
(٢) الوسيط (٣ / ١٤٢).
(٣) اليعقوبية : أصحاب يعقوب ، قالوا بالأقانيم الثلاثة ، إلا أنهم قالوا : انقلبت الكلمة لحما ودما ، فصار الإله هو المسيح ، وهو الظاهر بجسده بل هو هو. وعنهم أخبرنا القرآن الكريم : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). وانظر تفصيل ذلك في : الملل والنحل (٢ / ٣٠). ويسمون الآن : «الأرثوذكس».
(٤) النسطورية : أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون ، وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه ، وإضافته إليه إضافة المعتزلة إلى هذه الشريعة ، قال : إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة : الوجود ، والعلم ، والحياة. وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات ، ولا هي هو. واتحدت الكلمة بجسد عيسى عليهالسلام ، لا على طريق الامتزاج كما قالت الملكانية ، ولا على طريق الظهور به كما قالت اليعقوبية ، ولكن كإشراق الشمس في كوة على بلورة ، وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم. انظر تفصيل هذا الضلال المبين في : الملل والنحل للشهرستاني (٢ / ٢٩).
(٥) في ب : وثامنهم.
(٦) تفسير الماوردي (٣ / ٢٩٧).