وقال سعيد بن جبير : سنحاريب وجنوده (١).
(فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) الجوس : طلب الشيء باستقصاء (٢). والخلال : جمع خلل ، وهو الفرجة بين الشيئين (٣).
قال ابن عباس : مشوا بين منازلهم وقتلوا علماءهم ، وأحرقوا التوراة ، وخربوا المسجد الأقصى ، وسبوا منهم سبعين ألفا (٤).
(وَكانَ) يعني عذابهم (وَعْداً مَفْعُولاً) كائنا لا محالة.
(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) أي : أظفرناكم بهم وجعلنا الدولة والغلبة لكم عليهم.
قال ابن عباس : قتل داود جالوت ، وعاد ملكهم كما كان (٥).
وقيل : غزوا ملك بابل فاستنقذوا ما في يده من الأسرى والأموال.
(وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) أي : كثرنا أموالكم وأبناءكم (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) النفير : من ينفر مع الرجل من قومه.
والمعنى : جعلناكم أكثر عدة وأنصارا من أعدائكم.
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ) فيه إضمار ، تقديره : معناه وقلنا لكم إن أحسنتم بطاعة الله (أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ) بمعصية الله (فَلَها) لا يحمله أحد عنها.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٨). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٩).
(٢) انظر : اللسان (مادة : جوس).
(٣) انظر : اللسان (مادة : خلل).
(٤) زاد المسير (٥ / ٩).
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٩٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ١٠).