معي محمد صلىاللهعليهوسلم فقال : أرسل إليه؟ قال : نعم ، فلما فتح علونا السماء الدنيا وإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة ، إذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت لجبريل : من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر عن شماله بكى ، حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها : افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال الأول [ففتح](١).
قال أنس : فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم [صلوات الله عليهم](٢) ولم يثبت كيف منازلهم ، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة.
قال ابن شهاب : فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلىاللهعليهوسلم : ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام.
قال ابن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلىاللهعليهوسلم : فرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال : ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت : فرض خمسين صلاة ، قال : فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعني فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى قلت : وضع عني شطرها ، قال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ، فرجعت فراجعت فوضع شطرها ، فرجعت إليه فقال : ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل
__________________
(١) زيادة من الصحيح (١ / ١٣٥).
(٢) مثل السابق.