لكم قدم لا ينكر النّاس أنّها |
|
مع الحسب العادي طمّت على البحر (١) |
وهذه الجملة المقولة في تفسير قوله : (قَدَمَ صِدْقٍ) إليها ترجع أقوال المفسرين وأهل المعاني وأرباب اللسان (٢).
قال الحسن : «قدم صدق» : هو محمد صلىاللهعليهوسلم يشفع لهم يوم القيامة (٣).
وفي الكلام إضمار تقديره : فلما أنذر وبشر.
(قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا) يعنون : الذي جاء به محمد صلىاللهعليهوسلم من الكتاب المعجز الدال على صحة ما دعا إليه (لَسِحْرٌ مُبِينٌ).
وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة : «لساحر» ، إشارة إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم (٤).
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ
__________________
(١) البيت لذي الرمة. انظر : ديوانه (ص : ٣٦١) ، والطبري (١١ / ٨٢) ، والقرطبي (٨ / ٣٠٦) ، وزاد المسير (٤ / ٦) ، والبحر المحيط (٥ / ١٢٧) ، والدر المصون (٤ / ٤) ، وروح المعاني (١١ / ٦٣).
(٢) أخرجه الطبري (١١ / ٨٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٢٣). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٣٤١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس.
(٣) أخرجه الطبري (١١ / ٨٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٢٤). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٣٤١) وعزاه لابن جرير وأبي الشيخ.
(٤) الحجة للفارسي (٢ / ٣٥٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٢٧) ، والكشف (١ / ٤٢١) ، والنشر (٢ / ٢٥٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٤٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٢٢).