يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) إلى آخر الآية» (١).
أخبرنا أبو المجد الكرابيسي قال : أخبرنا الشيخان عبد الرزاق بن إسماعيل وابن عمه المطهر بن عبد الكريم قالا : أخبرنا عبد الرحمن بن حمد الدوني ، أبنا القاضي أبو نصر الدينوري ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ ، أبنا أبو يعلى ، ثنا جبارة بن المغلس. وأخبرنا به عاليا أبو حفص واللفظ له.
قوله تعالى : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ) شبّه سبحانه وتعالى كل موجة بالجبل في عظمها وارتفاعها ، يشير إلى شدّة اضطراب الماء وتلاطم أمواجه ، (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ) كنعان ، وكان كافرا (وَكانَ فِي مَعْزِلٍ) أي : في مكان منقطع بعيد من السفينة ، أو في معزل عن دين أبيه. ومعنى العزل : التنحية والإبعاد (٢).
(يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) روى حفص : «يا بني» بفتح الياء في جميع القرآن (٣) ، ووافقه أبو بكر هاهنا حسب ، والأصل فيه : بنييي ، بثلاث ياءات ، ياء التصغير ، وياء بعدها هي لام الفعل ، وياء بعد لام الفعل هي [ياء](٤) الإضافة.
فمن كسر حذف ياء الإضافة وأبقى الكسرة دليلا عليها. ومن فتح أبدل من كسرة لام الفعل فتحة ، استثقالا لاجتماع الياءات في الكسر ، فانقلبت ياء الإضافة ألفا ، فبقيت : بنيا ، ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء وبقيت الفتحة دليلا
__________________
(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٢ / ١٥٢ ح ٦٧٨١) ، والطبراني في الكبير (١٢ / ١٢٤ ح ١٢٦٦١) ، والأوسط (٦ / ١٨٤ ح ٦١٣٦) كلاهما عن ابن عباس.
(٢) انظر : اللسان (مادة : عزل).
(٣) الحجة للفارسي (٢ / ٣٩٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٤٠) ، والكشف (١ / ٥٢٩) ، والنشر (٢ / ٢٨٩) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٣٤).
(٤) في الأصل : لام. والمثبت من زاد المسير (٤ / ١١٠).