إجرامي ، أي : افترائي ، وكان حقي حينئذ أن تعرضوا عني وتتألّبوا عليّ.
(وَأَنَا بَرِيءٌ) يعني : ولم يثبت ذلك ، وأنا بريء منه.
ومعنى : (مِمَّا تُجْرِمُونَ) من إجرامكم في إسناد الافتراء إليّ ، فلا وجه لإعراضكم ومعاداتكم.
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (٣٨) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) (٣٩)
قوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) قال المفسرون : حينئذ استجاز نوح الدعاء عليهم فقال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً)(١) [نوح : ٢٦].
(فَلا تَبْتَئِسْ) تحزن حزن بائس مستكين بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك ، فقد حان حين الانتقام منهم.
(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) قال ابن عباس : بمرأى منا (٢).
وقال الربيع : بحفظنا (٣).
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٢٤). وانظر : الوسيط (٢ / ٥٧٢) ، وزاد المسير (٤ / ١٠٠).
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٥٧٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ١٠١).
(٣) مثل السابق.