فقال : كيف سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في النجوى يوم القيامة؟ فقال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ، ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ، ويقول له : أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم. قال : ثم يعطى كتاب حسناته. وأما [الكفار](١) والمنافقون فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين» (٢). وأخرجه مسلم أيضا عن زهير بن حرب ، عن إسماعيل بن علية ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة.
قوله تعالى : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) .. الآيةسبق تفسيرها فيما مضى (٣).
(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) أي : لم يكونوا بالذين يعجزون الله في الدنيا أن يعاقبهم لو أراد عقابهم.
وقال ابن عباس : يريد : لم يعجزوني أن آمر الأرض فتخسف بهم (٤).
(وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) يمنعونهم من عقابه (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) لضلالهم وإضلالهم.
__________________
(١) في الأصل : الكافر. والتصويب من صحيح مسلم (٤ / ٢١٢٠) ، وأحمد (٢ / ٧٤).
(٢) أخرجه البخاري (٢ / ٨٦٢ ح ٢٣٠٩) ، ومسلم (٤ / ٢١٢٠ ح ٢٧٦٨) ، وأحمد (٢ / ٧٤ ح ٥٤٣٦).
(٣) عند تفسير الآية رقم (٤٥) من سورة الأعراف.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٥٦٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٩٠).