قال علي عليهالسلام : رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بينة من ربه ، وأنا شاهد منه (١).
وقيل : الضمير في قوله : «ويتلوه» يعود إلى «البينة» ، فإنها بمعنى البيان.
المعنى : ويتبع البينة ، أو يقرأ البينة ؛ إن أريد بها القرآن. (شاهِدٌ مِنْهُ) أي : من الله ، وهو جبريل عليهالسلام ، أو من محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهو لسانه في قول الحسن وقتادة (٢). ويروى مثله عن علي عليهالسلام أو ابن عمه ، على ما حكيناه.
قوله تعالى : (وَمِنْ قَبْلِهِ) أي : ويتلو محمدا صلىاللهعليهوسلم بالتصديق له من قبله ، أي : من قبل بعثه ، أو من قبل نزول البينة إن قلنا هي القرآن.
(كِتابُ مُوسى) وهو التوراة ، فإنها تشهد برسالة محمد صلىاللهعليهوسلم وصدقه.
وقال الزجاج (٣) : المعنى : وكان من قبل هذا كتاب موسى دليلا على أمر النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويكون (كِتابُ مُوسى) على العطف على قوله : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ).
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى) : أي : وكان يتلوه كتاب موسى ؛ لأن النبي صلىاللهعليهوسلم بشّر به موسى وعيسى في التوراة والإنجيل. قال الله تعالى : (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) [الأعراف : ١٥٧]. ونصب (إِماماً) على الحال (٤) ؛ لأن (كِتابُ مُوسى) معرفة.
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٦ / ٢٠١٥). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤١٠) وعزاه لابن مردويه وابن عساكر.
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ١٤ ـ ١٥) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠١٤). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤١٠) وعزاه لأبي الشيخ عن محمد بن علي ابن الحنفية.
(٣) معاني الزجاج (٣ / ٤٤).
(٤) التبيان (٢ / ٣٦) ، والدر المصون (٤ / ٨٦).