(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٨)
قوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) فيه دليل على أن العرش والماء مخلوقان قبل الأرض والسماء.
قال وهب بن منبه : أول شيء خلق العرش.
والصحيح : أن العرش مسبوق بخلق القلم.
قال صلىاللهعليهوسلم : «أول ما خلق الله القلم» (١) ، وهو قول ابن عباس ومجاهد.
وقيل لابن عباس : على أي شيء كان الماء؟ قال : على متن الريح (٢).
قوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ) متعلق ب «خلق» ، أي : خلق السموات والأرض وجعلهما مساكن عباده ، وكلفهم الأمر والنهي لمعنى الابتلاء والاختبار الذي يناط به الجزاء.
وقد روى ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أنه قال :
__________________
(١) أخرجه الحاكم (٢ / ٤٩٢ ح ٣٦٩٣) ، والبيهقي في سننه (٩ / ٣).
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٥) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٠٥) ، وعبد الرزاق (٥ / ٩٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات.