قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) أي : كما خذلنا عصاة الجن والإنس حتّى استمتع بعضهم ببعض ، «نولي بعض الظالمين بعضا» : نسلّط بعضهم على بعض حتى كان منهم ما كان.
قال مالك بن دينار : قرأت في بعض كتب الله المنزلة أن الله يقول : أفني أعدائي بأعدائي ثم أفنيهم بأوليائي (١).
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده ، عن مالك بن دينار ، قال : قرأت في التوراة : «إني أنا الله لا إله إلا أنا ، ملك الملوك ، قلوبهم بيدي ، ونواصيهم بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشتغلوا بسبّ الملوك ، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم» (٢).
وقال قتادة : يجعل بعضهم أولياء بعض (٣).
وقال في رواية أخرى : يجعل بعضهم يتبع بعضا (٤).
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٤ / ١٣٨٩) ، وأبو نعيم في الحلية (٢ / ٣٧٦). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٥٨) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ. كلهم بلفظ : قال مالك : قرأت في الزبور : «إني أنتقم من المنافق بالمنافق ، ثم أنتقم من المنافقين جميعا». وذكره ابن كثير بهذا اللفظ (٢ / ١٧٧).
(٢) لم أقف عليه في المطبوع من الزهد. والحديث أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٢ / ٣٧٨ ، ٦ / ١٧٢). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٦١٨) وعزاه لأبي الشيخ.
(٣) أخرجه الطبري (٨ / ٣٥) ، وابن أبي حاتم (٤ / ١٣٨٩). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٦٠) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٤) أخرجه الطبري (٨ / ٣٥) ، وابن أبي حاتم (٤ / ١٣٨٨). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٥٨) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.