سعيد عن قتادة قال : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) في الخلق.
قال يحيى : وبلغني عن محمد بن كعب القرظي عن ابي هريرة قال : تجعل الارواح في الصور / ثم ينفخ فيه صاحب الصور فيذهب كل روح الى جسده مثل النحل ، فتدخل الارواح في اجسادها.
قال : (فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (٥١)
سعيد عن قتادة قال : فاذا هم من القبور الى ربهم يخرجون يعني جميع الخلق. (١)
(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) (٥٢)
سعيد عن قتادة قال : تكلم بأول هذه الاية اهل الضلالة وبآخرها اهل الايمان.
قال اهل الضلالة : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ، قال المؤمنون :
(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)(٢) (٥٢)
اخبرني صاحب لي عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن الحسن عن أبيّ بن كعب مثل ذلك.
عثمان عن زيد بن اسلم قال : قال الكفار : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ، قالت الملائكة : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ).
وبعضهم يقول : هم الملائكة الذين كانوا يكتبون اعمالهم. وقولهم : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) وهو ما بين النفختين ، لا يعذبون في قبورهم بين النفختين. ويقال انها اربعون سنة ، فلذلك قالوا : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا). وذلك انه اذا نفخ النفخة الاولى قيل له : اخمد ، فيخمد الى النفخة الاخرة.
المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بين النفختين اربعون ، الاولى يميت الله بها كل حي ، والاخرة يحيي بها كل ميت».
ابو سهل عن الحسن بن دينار عن الجريري عن عكرمة قال : النفخة الاولى من الدنيا والنفخة الثانية من الاخرة.
__________________
(١) في الطبري ، ٢٣ / ١٥ : اي من القبور.
(٢) الطبري ، ٢٣ / ١٦. ١٧ ، وفيه : قال اهل الهدى ، بدل قال المؤمنون.