(٢٠٨) م ك ى [مكاء]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) (١).
قال : المكاء : القنبرة ، والتصدية : صوت العصافير وهو التصفيق ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة (٢). كان يصلي قائما بين الحجر (٣) وبين الركن اليماني (٤) ، فيجيء رجلان من بني سهم (٥) يقوم أحدهما عن يمينه ، والآخر عن يساره ، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء ، والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية : ٣٥.
(٢) مكة : البلد المقدسة العظمى عند المسلمين لاحتوائها البيت المعظم الحرام والكعبة المشرفة ومناسك الحج ، وهي مسقط رأس الرسول الأعظم سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم. (انظر : المنجد في الأعلام ٦٨١).
(٣) الحجر : حجر الكعبة ، وهو مصطبة محوطة بحائط إلى ما دون الصدر ، منه ما تركت قريش من الكعبة واقتصرت في بنيان الكعبة عنه ، وله بابان مع ركني الكعبة العراقي والشامي. (انظر : مراصد الاطلاع ١ / ٣٨١).
(٤) الركن اليماني : أحد أركان الكعبة وهو من جهة اليمن ، والذي فيه الحجر الركن البصري ، ويقال أن رجلا من أهل اليمن بناه ، يقال له أبيّ بن سالم. قال بعض أهل اليمن :
لنا الرّكن من بيت الحرام وراثة |
|
بقيّة ما أبقى أبيّ بن سالم |
وقال زهير بن أبي سلمى :
كم للمنازل من عام ومن زمن |
|
لآل أسماء بالقفّين فالرّكن |
(٥) بنو سهيم : قبيلة عربية يرجع نسبهم إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي من قريش ، بنوه عدة بطون ، من ذريته عمرو بن العاص. (انظر : جمهرة الأنساب : ١٥٤. واللباب : ١ / ٥٨٠. والأعلام : ٣ / ١٤٤).