فان قلت ما ذكرتم أيضا على خلاف الفرض ، لان فرض تحقق الحركة في المثال مساوق لفرض تحقق الاهم في المقام الذي هو مقتضى أمره فيه وهو خلاف المفروض لأن فرض الترتب في صورة عدم تحقق الامتثال بالنسبة إلى الامر بالاهم.
قلت المقتضى بالفتح للامر بالاهم ليس الاتيان في الخارج بل عبارة عن الالزام العقلي وحكمه بلزوم الامتثال وهذا بمنزلة الحركة في المثال ومعه لا يمكن إلزام العقل باتيان المهم. ثم استشكل على نفسه بانه يجتمع الخطابان في الخارج في ظرف واحد وهذا يكون طلب الضدين ، وأجاب عنه بأنه لا يلزم من اجتماع الخطابين في الخارج طلب الضدين ، حيث ان طلب الضدين معناه ان يطلب المولى منه في حال اشتغاله بفعل أحدهما الاتيان بغيره أيضا وما نحن فيه ليس كذلك لأن المكلف في حال اشتغاله بفعل الاهم لم يكن مخاطبا لاتيان فعل المهم حتى يجتمع الطلبان ، بل هو يكون فعليا عند عصيانه فعل الاهم فلا يكون طلب الضدين في الخارج.
ولا يخفى ما فيه من المغالطة حيث ان طلب الضدين ليس شرطه أن يكون الشخص مشتغلا لاحدهما بل طلب الجمع بين الضدين محال فعلا كان المكلف مشتغلا باحدهما أم لم يكن مثل اجتماع السواد والبياض والليل والنهار. وسواء كان المحل مشتغلا باحدهما أم لا ولو لم يكن طلب في العالم اصلا على إنا لا نقول في حال فعل الاهم يكون امر المهم فعليا بل نقول