«المبحث الاول في»
«ان للعموم صيغة تخصه»
اختلفوا فى ما يدعى كونه موضوعا للعموم على اقوال :
الاشهر الاظهر كونها حقيقة فى العموم.
للتبادر فان اهل العرف يفهمون من قول : ما ضربت احدا ـ ونحو ذلك ـ العموم. فلو قال السيد لعبده : لا تضرب احدا. ثم ضرب العبد واحدا استحق عقاب المولى.
وللاتفاق على دلالة كلمة التوحيد عليه ، وعلى لزوم الحنث على من حلف ان لا يضرب احدا بضرب واحد.
وان من ادعى ضرب رجل لو اردت تكذيبه قلت : ما ضربت احدا ، فلو لا انه سلب كلى لما ناقض الجزئية.
ولقصة ابن الزبعرى فانه لما سمع قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ). قال : «لا خصمن محمدا». ثم جاءه وقال : «يا محمد أليس عبد موسى وعيسى والملائكة». ففهمه دليل العموم لانه من اهل اللسان ؛ وادل من ذلك جوابه ـ صلىاللهعليهوآله ـ حيث قال : «ما اجهلك بلسان قومك اما علمت ان ما لما لا يعقل» فلم ينكر العموم وقرره. (١)
__________________
(١) وحكى ان لبيد بن ربيعة لما انشد قصيدته : ألا تسألان المرء ما ذا يحاول الخ قبل اسلامه فقال فيها : «الا كل شىء ما خلا الله باطل» قال له عثمان ابن مظعون وكان بمجلس من قريش «صدقت» فقال «وكل نعيم لا محالة زائل» فقال له «كذبت نعيم الجنة لا تزول ابدا».