امير المؤمنين ـ (ع) ـ قال : «من كان على يقين فشك فليمض على يقينه فان الشك لا ينقض اليقين». وعن البحار ـ ايضا ـ عن امير المؤمنين ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : من كان على يقين فاصابه الشك فليمض على يقينه فان اليقين لا يدفع بالشك
الثالث ـ الروايات الكثيرة الدالة عليها باجتماعها فانها وان كانت واردة فى موارد خاصة لكن استقرائها والتأمل فيها يورث الظن القوى بأن العلة فى تلك الاحكام هو الاعتماد على اليقين السابق.
والفرق بينه وبين الدليل الاول ان المعتمد فى الاول الظن الحاصل بسبب وجود الحكم فى الآن السابق وفيما نحن فيه الظن الحاصل من تلك الاخبار بان العمل على مقتضى اليقين السابق لازم ـ وان لم يكن مظنونا فى نفسه ـ.
فمن تلك الروايات قول الصادق ـ (ع) ـ فى موثقة عمار : «كل شىء نظيف حتى تعلم انه قذر» وقوله (ع) «كل ماء طاهر حتى تعلم انه قذر». ويمكن حمل الروايتين على الشبهة فى الموضوع والشبهة فى الحكم وهو ابعد المعانى.
توضيح المقام ان قوله ـ (ع) ـ : «كل شىء نظيف ...». يحتمل معانى ثلاثة :
الاول كل جزئى علم طهارته سابقا محكوم بطهارته حتى تعلم انه صار قذرا بملاقاة ما ينجسه.
الثانى كل جزئى لم يعلم انه من الاشياء التى اتصفت بالنجاسة ام من الاشياء الطاهرة يحكم بكونه على الطهارة حتى يعلم انه من الاشياء التى اتصفت بالنجاسة
الثالث ـ كل مجهول الحكم بكليته المحتمل لان يكون حكمه حكم الاعيان النجسة بالذات ـ كالكلب ـ او حكم الاعيان الطاهرة بالذات ـ كالغنم ـ فهو طاهر حتى تعلم انه نجس.
والفرق بين المعنى الثالث والمعنيين الاولين لزوم اعتبار المفهوم الكلى فى ذلك بخلاف الاولين. وكذا يعتبر هنا العلم بالنجاسة من الدليل الشرعى على الوجه الكلى بخلاف السابقين فان العلم يحصل من الامور الخارجية ـ كالبينة ـ.