حتى تعلم انه حرام ـ بعينه ـ فتدعه من قبل نفسك وذلك يكون مثل الثوب عليك وقد اشتريته وهو سرقة او المملوك عندك ولعله حرّ قد باع نفسه او خدع فبيع او قهر ، او امرأة تحتك وهى اختك او رضيعتك ، والاشياء ـ كلها ـ على هذا حتى يستبين لك غير ذلك او يقوم به البينة». فان التمثيل وان لم يكن مخصصا للعام لكن فى شمول العام لنفس الحكم (المشتبه) تأمل.
مع ان قيام البينة ـ ايضا ـ شاهد على ما ذكرنا سيما بعد التعميم بقوله : «والاشياء ـ كلها ـ على هذا ..» وتخصيص العام الثانى ليس بأولى من تخصيص الاول (١).
ـ وايضا ـ المتبادر من العين الشخص الموجود فى الخارج وهو انما يناسب شبهة الموضوع.
وبالجملة الظاهر من الرواية ان كل شىء له نوعان او صنفان حكم الشارع فى احدهما بالحل وفى الآخر بالحرمة فهو ـ يعنى مصداقه ـ لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه ـ يعنى هذا المعين حرام.
اعلم ان المتبادر الظاهر من ملاحظة الكلى والفرد فى العرف والعادة هو الكلى القريب المعهود اطلاقه على الفرد فى اصطلاح التخاطب لا كل ما يمكن فرضه من الاجناس البعيدة والافراد الفرضية ـ وكذا المعتبر فى الكلى ما لوحظ فى عنوان الحكم من الصفات. فعلى هذا الميتة ليس لها فردان حلال وحرام حتى يقال انه حلال حتى تعرف الحرام ـ بعينه ـ وان امكن ان يقال : ان الميتة من حيث انه مأكول منه حلال ومنه حرام اذا لمأكول ليس عنوانا للحكم الشرعى فى مصطلحات
__________________
(١) يعنى ان خصصنا العام الاول بالموضوع فلا يلزم تخصيص فى العام الثانى لان المراد به نفس العام الاول وان جعلنا الاول اعم من الموضوع ونفس الحكم فلا بد ان نقيد الثانى ونخصصه بارادة الموضوع بقرينة البينة فافهم ـ منه ـ.