«المقصد الثانى»
«فى الكتاب»
الحق جواز
العمل بالكتاب ـ نصا كان او ظاهرا ـ خلافا للاخباريين حيث قالوا بمنع الاستدلال
بكله على ما هو الاظهر من مذهبهم.
لنا ان الضرورة
قاضية بأن الله ـ تعالى ـ بعث رسوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وانزل اليه الكتاب بلسان قومه مشتملا على اوامر ونواهى ودلائل لمعرفته
وقصصا عمن غبر ووعدا ووعيدا واخبارا بما سيجىء ، وما كان ذلك الا لان يفهم قومه
ويعتبروا به ، وقد فهموا وقطعوا بمراده تعالى من دون بيانه (ص) ـ بل اصل الدين
واثباته مبنى على ذلك اذ النبوة انما تثبت بالمعجزة. ولا ريب ان من اظهر معجزات
نبينا ـ صلىاللهعليهوآله ـ واجلها واتقنها القرآن. واعجازه من وجوه اقواها بلاغته. ولا يخفى ان
البلاغة هو موافقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال وهو لا يعلم إلّا بمعرفة المعانى.
مع ان الاخبار
الدالة على جواز الاستدلال به ولزوم التمسك به قريب من التواتر.
منها ما ذكره
امير المؤمنين ـ (ع) ـ فى خطبته المذكورة فى نهج البلاغة قال فيها : «وانزل عليه
القرآن ليكون الى الحق هاديا وبرحمته بشيرا ، فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة
الله على خلقه اخذ عليهم ميثاقه الخ».