وهذا ما يؤكد صدق فكرة و. ج بلجريف فى كتابه «شرق ووسط الجزيرة العربية» صفحة (٤٢٨) لندن سنة (١٨٦٥ م) ، وهذا السلوك المحرم هو بالتأكيد ضد مقصد المسيحية (المرجع السابق).
ولكن كلا الرأيين رأى مرجليوث ورأي بالجراف لا يقيمان اعتبارا لتدرج تحريم الخمر والظروف التى شرحتها باستفاضة تفاسير المسلمين للقرآن وبعض كتب الفقه التى تكلمت عن هذا التحريم وظروفه والتى لم تدخل فى حسابها لا النظام العسكرى ولا مخالفة المسيحية ، ويكفى الرجوع إلى هذه التفاسير وإلى كتب الفقه.
سادسا ـ «التحريم الخاص بالأكل».
فيما يتعلق بتحريم بعض الأطعمة يؤكد مرجليوث أن محمدا اعتمد تحريم الخنزير واللحم البشرى عوضا عن النظام المفصل للأطعمة المحرمة ، والذى يحظى بمنزله بارزة فى شريعة موسى والمعتمد من مجلس أورشليم القدس ، وأقتبس محمد أصل هذه المحرمات مما كان موجودا فى تلك التعاليم (المرجع السابق) صفحة (٦ ـ ٨٧٥).
ولكن هذا القول غير دقيق فإذا نظرنا إلى ما يقوله كتاب «وقائع الحواريين» (٢١٥ ، ٢٢٠) ونظرنا إلى قرار مجلس أورشليم حيث كان يحضر بولس وبرنابا من جهة ، والحواريون الموجودون فى أورشليم من جهة أخرى لوجدنا نص القرار كالآتى : «أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم» وحتى حين نتصفح نص هذا الخطاب فإن أحدا لم يترجم كلمة الدم بما تعنيه وهو قاتل الإنسان ، «العهد الجديد ٥ ـ ٢» ترجمة مسكونيه صفحة (٤٠٣) سنة (١٩٧٩ م) ، يقول : إن المحرم فى هذا النص هو فقط المنخنقة ودم الحيوانات ، هل يشتمل النص الأصلى على لحم الخنزير؟ ، لقد اخترع مرجوليوث هذا الزعم ليخدم قضيته وقضية اليهود بصفة عامة ، وحتى مع هذا الاختلاف ، فإن هذا لا يخدم ما أكده دون دليل لأن القرآن قد حدد المحرمات بقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ