هذه الأمثلة
تكفى لتوضيح الطريقة التى تصرف بها وفهمها هيرشفيلد فى كتابه «بحوث جديدة فى فهم
وتفسير القرآن» لندن سنة (١٩٠٢ م) ... لقد زعم وجود أوجه شبه وتماثل ، بينما فى
الحقيقة لا يوجد شىء من ذلك.
وهذا يثبت أنه
كان ضحية لهوس مرضى سببه ذلك التعصب الأعمى المختلط بالزهو والغرور ... إنه يصل
بهذا السخف إلى نهاية حين يقرر أن القرآن وهو نص الإسلام المكتوب ليس إلا تحريفا
للتوراة ، «المرجع السابق» ـ المقدمة صفحة (١١).
إننا نجد أيضا
ذلك العمى المرضى فى مقالة «العناصر اليهودية فى القرآن» برلين ـ (١٨٧٨) ، وكذلك
فى كتابه «مساهمات حول تفسير القرآن» ليبزج (١٨٨٦ م) ، ولذلك فهذه الكتب لا تستحق
أن ندرسها.
ونستعرض الآن
رأى بعض العلماء فى أعمال هيرشفيلد.
(أ) قال «سيدرسكى»
بعد أن عرض عناوين كتب هيرشفيلد «للأسف ، فإن هذا العالم لم يضف أى شىء يذكر فيما
يتعلق بأصل الأساطير القرآنية» «أصول الأساطير الإسلامية» باريس (١٩٣٣ م) صفحة (٢)
رقم (١).
(ب) فى الجزء
الثانى من كتابه «القرآن تعليق وتحليل» «شتوتجارت» (١٩٧١ م) صفحة (١٢) يحدد «رودى
باريت» كتاب هيرشفيلد «بحوث حديثة» صفحة (١٠١ ، ١٠٣) حول الحروف الموجودة فى أوائل
بعض السور ، لكن مرجعه ليس دقيقا ، لأنه فى صفحة (١٤١ ـ ١٤٢) ، وليس فى صفحة (١٠١
، ١٠٣) ، حيث تناول هيرشفيلد قضايا الجذور ، ويذكر رأيا آخر لهيرشفيلد فيما يتعلق
بكلمة حطة فى سورة البقرة ، الآية (٥٨) ، (وَإِذْ قُلْنَا :
ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا
الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ
الْمُحْسِنِينَ).
يقول هيرشفيلد
: ربما تكون كلمة حطة مأخوذة من صيغة الاعتراف بالذنب التى تعود إلى المشناة «يوما»
، ولكن باريت لا يعلق على رأى هيرشفيلد ذلك الرأى الخاطئ ، لأن المشناة فى الموضوع
الذى استشهد به لا توجد بها