واقترحت الآتى : اسم (هامان) فى القرآن موافق (اسم آمون) ، والتقارب بين الاسمين سهل جدا لأن آمون ينطق أيضا «آمانا» (أنظر الموسوعة البريطانية ج ١ ص ٣٢١ ط ١٩٣٢) ويقصد به اختصارا الكاهن الأعظم كما يعنى لقب «فرعون» ملك مصر فإن لقب هامان يعنى فى المصادر الشفوية وزير فرعون.
وبافتراضات هذا يتضح بجلاء وبسهولة القول بأن الذى فى القرآن وهو وزير فرعون الذى كانت له قصة مع موسى يسمى (هامان) ، ولا توجد أى مشكلة هنا فى هذا الموضوع ، وكل الانتقادات الموجهة فى هذا الصدد فاسدة ومغرضة.
ولكن نولدكه فى هذا الجزء من (لمحات ـ ص ٣٠) يبدو سيّئ الفهم ، فبعد نقده المتعلق بهامان ومريم يقول «بالإضافة إلى هذه الأخطاء فهناك تحريفات متنوعة حسب المزاج وإحداها خطيرة جدا وتتعلق بمحمد نفسه فبناء على جهله بأى شىء خارج الجزيرة العربية فإنه يتكلم عن خصوبة مصر حيث المطر أحيانا لا يرى وأحيانا لا يفتقد ، فالاعتماد على المطر يعد بديلا عن فيضان النيل [يوسف ٤٩].
هذا النقد قبيح وسخيف ويتم على عن جهل مطبق لدى نولدكه ـ الشهير جدا وعن جهل باللغة العربية وكذلك بشئون مصر :
١ ـ أولا الآية التى يستشهد بها هى بالنص هكذا (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(١).
يغاث تعنى يسعف (٢) وليس الكلام هنا صريحا عن المطر ولكن نولدكه وقع فى الخطأ بسبب مترجمين أوربيين للقرآن والذين ترجموا هذه الكلمة على حريتهم بدلا من أن يترجموها اعتمادا على بعض المفسرين المهتمين بشرح وتسهيل فهم النص مثل السيوطى وحتى هؤلاء المترجمين الأوربيين قرأهم نولدكه بشكل سيئ ومتسرع ، فمثلا ترجم چورچ سال هذه الآية هكذا «ثم يأتى بعد ذلك عام سيمطر للناس مطرا غزيرا ويؤدى ذلك إلى أن يصنع الناس الخمر والزيت» ، ثم تسرع فى ملحوظة تحت الصفحة ووجه نقدا من نوع
__________________
(١) سورة يوسف ، آية. ٤٩.
(٢) أنظر تفسير الرازى (مج ١٨ ص ١٢٥ ، وأبو حيان مج ٥ ص ٣١٤)