«ولها كتاب» صفة ، قال : «وتوسّطت الواو إيذانا بإلصاق الصفة بالموصوف»
وهذا مذهب سبقه إليه أبو الفتح ابن جني في بعض تصانيفه ، وفيه ما تقدّم ، وكأنّ
الذي سهّل ذلك تشبيه الجملة الواقعة صفة بالواقعة حالا ، لأنّ الحال صفة في
المعنى. ورتّب أبو البقاء جعل هذه الجملة صفة لقرية على جواز جعل «على عروشها»
بدلا من «قرية» على إعادة حرف الجر ورتّب جعل «وهي خاوية» حالا من العروش أو من
القرية أو من «ها» المضاف إليها على جعل «على عروشها» صفة للقرية ، وهذا نصّه قد
ذكرته ليتضح لك ، فإنه قال : «وقيل هو بدل من القرية تقديره : مرّ على قرية على
عروشها أي : مرّ على عروش القرية ، وأعاد حرف الجر مع البدل ، ويجوز أن يكون «على
عروشها» على هذا القول صفة للقرية لا بدلا ، تقديره : على قرية ساقطة على عروشها ،
فعلى هذا يجوز أن تكون «وهي خاوية» حالا من العروش وأن تكون حالا من القرية لأنها
قد وصفت ، وأن تكون حالا من «ها» المضاف إليه ، وفي هذا البناء نظر لا يخفى.
قوله : (عَلى عُرُوشِها) فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن
يكون بدلا من «قرية» بإعادة العامل.
الثاني : أن
يكون صفة ل «قرية» كما تقدّم تحقيقه ، فعلى الأول يتعلّق ب «مرّ» لأنّ العامل في
البدل العامل في المبدل منه ، وعلى الثاني يتعلّق بمحذوف أي : ساقطة على عروشها.
الثالث : أن
يتعلّق بنفس خاوية ، إذا فسّرنا «خاوية» بمعنى متهدّمة ساقطة.
الرابع : أن
يتعلّق بمحذوف يدلّ عليه المعنى ، وذلك المحذوف قالوا : هو لفظ «ثابتة» ، لأنهم
فسّروا «خاوية» بمعنى : خالية من أهلها ثابتة على عروشها ، وبيوتها قائمة لم
تتهدّم ، وهذا حذف من غير دليل ولا يتبادر إليه الذهن. وقيل : «على» بمعنى «مع» أي
: مع عروشها ، قالوا : وعلى هذا فالمراد بالعروش الأبنية.
والخاوي :
الخالي. يقال : خوت الدار تخوي خواء بالمد ، وخويّا ، وخويت أيضا بكسر العين تخوى
خوى بالقصر ، وخويا. والخوى : الجوع لخلوّ البطن من الزاد. والخويّ على فعيل :
البطن السهل من الأرض ، وخوّى البعير : جافى جنبه عن الأرض. قال :
١٠٥٢ ـ خوّى
على مستويات خمس
|
|
كركرة وثفنات
ملس
|
والعروش : جمع
عرش ، وهو سقف البيت ، وكذلك كل ما هيّئ ليستظلّ به. وقيل : هو البنيان نفسه ، قال
:
١٠٥٣ ـ إن
يقتلوك فقد ثللت عروشهم
|
|
بعتيبة بن
الحارث بن شهاب
|
قوله : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ) في «أنّى» وجهان :
__________________