قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    تحمیل

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    455/703
    *

    غير متضمن للشرط ، وهذا يناقض قوله : «وجواب «إذا» و «إن» محذوف ؛ لأنّ إذا الشرطية لا يعمل فيها إلا جوابها أو فعلها الشرطيّ ، و «كتب» ليس أحدهما ، فإنّ قيل : قوم يجيزون تقديم جواب الشرط فيكون «كتب» هو الجواب ، ولكنه تقدّم ، وهو عامل في «إذا» فيكون ابن عطية يقول بهذا القول. فالجواب : أنّ ذلك لا يجوز ، لأنه صرّح بأنّ جوابها محذوف مدلول عليه بكتب ، ولم يجعل كتب هو الجواب».

    ويجوز أن يكون العامل في «إذا» الإيصاء المفهوم من لفظ «الوصية» وهو القائم مقام الفاعل في «كتب» كما تقدّم. قال ابن عطية في هذا الوجه : «ويكون هذا الإيصاء المقدّر الذي يدلّ عليه ذكر الوصية بعد هو العامل في «إذا» وترتفع «الوصية» ، بالابتداء ، وفيه جواب الشرطين على نحو ما أنشده سيبويه :

    ٨٣٣ ـ من يفعل الصّالحات الله يحفظه

     ............... (١)

    ويكون رفعها بالابتداء ، أي : فعليه الوصية بتقدير الفاء فقط ، كأنه قال فالوصية للوالدين».

    وناقشه الشيخ (٢) من وجوه :

    أحدها : أنه متناقض من حيث إنه إذا جعل «إذا» معمولة للإيصاء المقدّر تمحّضت للظرفية فكيف يقدّر لها جواب. كما تقدم تخريجه؟.

    والثاني : أن هذا الإيصاء : إما أن يقدر لفظه محذوفا أو تضمره ، وعلى كلا التقديرين فلا يعمل لأنّ المصدر شرط إعماله ألا يحذف ولا يضمر عند البصريين ، وأيضا فهو قائم مقام الفاعل فلا يحذف.

    الثالث : قوله «جواب الشرطين» والشيء الواحد لا يكون جوابا لاثنين ، بل جواب كلّ واحد مستقل بقدره.

    الرابع : جعله حذف الفاء جائزا في القرآن ، وهذا نصّ سيبويه على أنه لا يجوز إلا ضرورة وأنشد :

    من يفعل الحسنات الله يشكرها

    والشّرّ بالشّرّ عند الله سيّان

    وإنشاده «من يفعل الصالحات الله يحفظه» يجوز أن يكون رواية ، إلا أنّ سيبويه لم ينشده كذا بل كما تقدّم والمبرد روي عنه أنّه لا يجيز حذف الفاء مطلقا ، لا في ضرورة ولا غيرها ، ويرويه : «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» ، وردّ الناس عليه بأنّ هذه ليست حجة على رواية سيبويه.

    ويجوز أن تكون «إذا» شرطية ، فيكون جوابها وجواب «إن» محذوفين. وتحقيقه : أنّ جواب «إن» مقدّر ، تقديره : «كتب الوصية على أحدكم إذا حضره الموت إن ترك خيرا فليوص» ، فقوله «فليوص» جواب لإن ، حذف لدلالة الكلام عليه ، ويكون هذا الجواب المقدر دالا على جواب «إذا» فيكون المحذوف دالا على محذوف مثله. وهذا أولى من قول من يقول : إنّ الشرط الثاني جواب الأول ، وحذف جواب الثاني ، وأولى أيضا من تقدير من يقدّره من معنى «كتب» ماضي المعنى ، إلّا أن يؤوّله بمعنى : يتوجّه عليكم الكتب إن ترك خيرا.

    قوله : (الْوَصِيَّةُ) فيه ثلاثة أوجه :

    أحدها : أن يكون مبتدأ وخبره «للوالدين».

    __________________

    (١) تقدم

    (٢) انظر البحر المحيط (٢ / ٢٠).