وقال :
٧٢٢ ـ عكف النّبيط يلعبون الفرنجا (١) |
|
............... |
ويقال : عكف يعكف ويعكف بالفتح في الماضي وبالضم والكسر في المضارع ، وقد قرئ بهما و «السجود» يجوز فيه وجهان :
أحدهما : أنه جمع ساجد نحو : قاعد وقعود وهو مناسب لما قبله.
والثاني : أنه مصدر نحو : الدخول والقعود ، فعلى هذا لا بد من حذف مضاف أي : ذوي السجود ، ذكره أبو البقاء.
وعطف أحد الوصفين على الآخر في قوله : الطائفين والعاكفين ، لتباين ما بينهما ولم يعطف إحدى الصفتين على الأخرى في قوله : الركع السجود ، لأن المراد بهما شيء واحد وهو الصلاة ، إذ لو عطف لتوهم أن كل واحد منهما عبادة على حيالها ، وجمع الصفتين جمع سلامة وأخرين جمع تكسير لأجل المقابلة ، وهو نوع من الفصاحة ، وأخر صيغة فعول على فعل لأنها فاصلة.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(١٢٦)
قوله تعالى : (اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) : الجعل هنا بمعنى التصيير ، فيتعدى لاثنين ف «هذا» مفعول أول و «بلدا» مفعول ثان ، والمعنى : اجعل هذا بلدا أو هذا المكان و «آمنا» صفة أي ذا أمن نحوه : «عيشة راضية» أو آمنا من فيه نحو : ليلة نائم. والبلد معروف ، وفي تسميته قولان :
أحدهما : أنه مأخوذ من البلد ، والبلد في الأصل : الصدر ، يقال : وضعت الناقة بلدتها إذا بركت أي :
صدرها ، والبلد صدر القرى فسمي بذلك.
والثاني : أن البلد في الأصل الأثر ومنه : رجل بليد لتأثير الجهل فيه ، وقيل لبركة البعير «بلدة» لتأثيرها في الأرض إذا برك وقال :
٧٢٣ ـ أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة |
|
قليل بها الأصوات إلّا بغامها (٢) |
قوله : (مَنْ آمَنَ) بدل بعض من كل ، وهو «أهله» ولذلك عاد فيه ضمير على المبدل منه و «من» في «من الثمرات» للتبعيض وقيل : للبيان وليس بشيء إذ لم يتقدم مبهم يبين بها.
قوله : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ) يجوز في «من» ثلاثة أوجه :
أحدها أن تكون موصولة وفي محلها حينئذ وجهان :
__________________
(١) البيت للعجاج انظر ديوانه (٢ / ٢٤) ، القرطبي (٢ / ٧٨).
(٢) تقدم.