ميكال بزنة مفعال ، وهي لغة الحجاز ، وبها قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم قال :
٦٣٦ ـ ويوم بدر لقيناكم لنا عدد |
|
فيه مع النّصر ميكال وجبريل (١) |
وقوله :
٦٣٧ ـ ............... |
|
... وكذّبوا ميكالا (٢) |
الثانية : كذلك إلا أن بعد الألف همزة ، وبها قرأ نافع.
الثالثة : كذلك إلا أنه بزيادة ياء بعد الهمزة ، وهي قراءة الباقين.
الرابعة : ميكئيل مثل ميكعيل وبها قرأ ابن محيصن.
الخامسة : كذلك إلا أنه لا ياء بعد الهمزة فهو مثل : ميكعل وقرئ بها.
السادسة : ميكاييل بيائين بعد الألف ، وبها قرأ الأعمش.
السابعة : مكياءل بهمزة مفتوحة بعد الألف كما يقال : إسراءل.
وحكى الماوردي عن ابن عباس أن «جبر» بمعنى عبد بالتكبير و «ميكا» بمعنى عبيد بالتصغير ، فمعنى جبريل : عبد الله ، ومعنى ميكائيل : عبيد الله قال : «ولا يعلم لابن عباس في هذا مخالف».
قوله : (وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) هذا استثناء مفرغ ، وقد تقدم أن الفراء يجيز فيه النصب.
قوله تعالى : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا) : الجمهور على تحريك واو «أو كلما» واختلف النحويون في ذلك على ثلاثة أقوال ؛ فقال الأخفش : إن الهمزة للاستفهام والواو زائدة ، وهذا على رأيه في جواز زيادتها. وقال الكسائي : هي «أو» العاطفة التي بمعنى بل ، وإنما حركت الواو ويؤيده قراءة من قرأها ساكنة. وقال البصريون هي واو العطف قدمت عليها همزة الاستفهام على ما عرف ، وقد تقدم أن الزمخشري يقدر بين الهمزة وحرف العطف شيئا يعطف عليه ما بعده ، لذلك قدره هنا : أكفروا بالآيات البينات ، وكلما عاهدوا.
وقرأ أبو السمال العدوي : «أو كلما» ساكنة الواو ، وفيها أيضا ثلاثة أقوال ؛ فقال الزمخشري : «إنها عاطفة على «الفاسقين» وقدره بمعنى إلا الذين فسقوا أو نقضوا ، يعني به أنه عطف الفعل على الاسم ، لأنه في تأويله كقوله : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا)(٣) أي : الذين أصدقوا وأقرضوا.
وفي هذا كلام يأتي في سورته ـ إن شاء الله تعالى ـ وقال المهدوي : «أو» لانقطاع الكلام بمنزلة أم المنقطعة ، يعني أنها بمعنى بل ، وهذا رأي الكوفيين وقد تقدم تحرير هذا القول ، وما استدلوا به من قوله :
٦٣٨ ـ ............... |
|
....... أو أنت في العين أملح (٤) |
في أول السورة ، وقال بعضهم : هي بمعنى الواو فتتفق القراءتان ، وقد ثبت ورود «أو» بمنزلة الواو كقوله :
__________________
(١) البيت من شواهد البحر (١ / ٣١٨).
(٢) تقدم وهو لجرير.
(٣) سورة الحديد ، آية (١٨).
(٤) تقدم.