وكما كان
للسمين إحالات داخلية ـ تتصل بكتابه الدر المصون ـ كان له إحالات خارجية ، تتصل
بمؤلفاته الأخرى ومن ذلك.
قال السمين عند
قوله تعالى : (... إِلَّا اللهُ ...)
إلا هنا صفة للنكرة قبلها بمعنى غير والإعراب فيها متعذر فجعل على ما
بعدها وللوصف بها شروط منها تنكير الموصوف أو قربه من النكرة بأن يكون معرفا بأل
الجنسية ومنها أن يكون جمعا صريحا كالآية أو ما في قوة الجمع كقوله :
لو كان غيري
سليمى الدّهر غيّره
|
|
وقع الحوادث
إلّا الصّارم الذّكر
|
فالصارم صفة
لغيري لأنّه في معنى الجمع. ومنها أن لا يحذف موصوفها عكس غير ، وقد أتقنا هذا كله
في إيضاح السبيل إلى شرح التسهيل فعليك به.
ه ـ موقفه من المعربين :
لقد كان السمين
في كتابه «الدر المصون» مهتما بعرض أقوال العلماء في إعراب القرآن الكريم
ومناقشتها وتقويمها على الأدلة الصناعية والمعنوية وفي العرض التالي سنوضح ـ بمشيئة
الله تعالى ـ موقفه من أبي البقاء وابن عطية وابن حيان والزمخشري ومن هؤلاء
العلماء الأجلاء استقى السمين مادته العلمية.
١ ـ أبو البقاء :
يحتل أبو البقاء
العكبري مكانة عالية في علم إعراب القرآن الكريم ، حيث إنّه قدم لنا كثيرا من
مؤلفاته مثل التبيان في إعراب القرآن والإملاء في إعراب القرآن وغير ذلك ، وقد
اطلع القوم على ما جاء في هذين الكتابين وتناولهما القوم بالمناقشات والرد ، وهم
ما بين معترض ومؤيد ، والسمين الحلبي أحد أولئك الذين أفادوا من كتب أبي البقاء ،
وحيث أكثر «السمين الحلبي» من الوقف أمام عبارات وإعرابات أبي البقاء بالرد
والمناقشة ، ومن أمثلة ذلك.
منع أبو البقاء
أن تكون (تَذْكِرَةً) من قوله تعالى : (إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشى) مفعولا له «لأنزلنا» المذكورة لأنّها قد تعدت إلى مفعول
له وهو «لتشقى» فلا يتعدى إلى آخر من جنسه. تعقبه «السمين» بقوله وهذا المنع ليس
بشيء ـ ثم يعلل ذلك بقوله ـ لأنّه يجوز أن يعلل الفعل بعلتين فأكثر.
قال أبو البقاء
عند قوله تعالى : (.. عَلى قَدَرٍ)
.. متعلق بمحذوف على أنّه حال من فاعل جئت أي جئت موافقا لما قدّر. قال
السمين كذا قدره أبو البقاء وهو تفسير معنى والتفسير الصناعي ثم جئت مستقرا أو
كائنا على قدر معين.
أعرب أبو
البقاء «عصاي» من قوله تعالى : (قالَ هِيَ عَصايَ
أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها)
.. منصوبه بفعل مقدر وأتوكأ هو الخبر ، تعقبه السمين فقال ولا ينبغي أن يقال
ذلك.
وعلى الرغم من
معارضة السمين لأبي البقاء كما رأينا إلا أنّه قد يقف منه موقف المؤيد له ومن
أمثلة ذلك.
قال السمين عند
قوله تعالى : (.. مَآرِبُ أُخْرى) وأخرى كقوله : (الْأَسْماءُ
الْحُسْنى) وقد تقدم ، قال
__________________