ثانيا ـ ناحية التأثير بالمؤلف :
أعني من نقلوا
عن المؤلف ، وأما الذين أفادوا من كتب «السمين الحلبي» فهم كثر.
فكما أفاد
السمين من كتب السابقين نجد أن صاحبنا قد ترك أثرا طيبا في كتب التفسير وحواشيها
ومن أبرز الذين تأثروا بالسمين الحلبي في مؤلفاتهم ـ الشهاب الخفاجي في حاشيته المعروفة باسم عناية القاضي وكفاية الراضي.
ولصحة ما أقول
أسوق أمثلة توضح ذلك.
عند قوله تعالى
: (حَقَّ جِهادِهِ) ، قال في «الدر المصون» منصوب على المصدرية .
وعند قوله
تعالى : (فِي جَهَنَّمَ
خالِدُونَ) قال الحلبي : فجعل الجار والمجرور بدلا دون خالدون.
وعند قوله
تعالى : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) في الدر المصون النحاة يقولون : إنّ المصدر الواقع كذلك لا يؤنث بالتاء
ويقولون هذه حلّة نسج اليمن لا نسيجه اليمن ويعترضون بهذه الآية ثم يجيئون بأنّ
الممنوع إنّما هو التاء الدالة على التحديد لا على مجرد التأنيث وهذه لمجرد
التأنيث وكذلك قوله : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وفيه نظر لأن لفظ المرة فيه بعض نبوة عنه فتأمل.
ومن الذين
أفادوا من السمين : الشيخ سليمان الجمل في حاشيته وتسمى هذه الحاشية : الفتوحات الإلهية
بتوضيح تفسير الجلالين. ومن أمثلة ما نقله عن السمين ما يلي :
عند قوله تعالى
: (إِنِّي آنَسْتُ ناراً) أي أبصرت ، والإيناس الإبصار البيّن ومنه إنسان العين
لأنه يبصر به
__________________