بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله
الّذي جعل امتثال أوامره سببا لاقتناص الثواب وصيّر الانتهاء عن نواهيه شرطا
للخلاص عن العقاب ، والصلاة والسلام على خاتم الرسل وهادي السبل محمد صلىاللهعليهوآله ، مظهر خوارق العادات ، وموضح طرائق الشرعيّات
والعقليّات ، وأخيه ووصيّه علي مقدم جيش الأوصياء وأولاده المعصومين الاصفياء ما
ترتبت النتائج على المقدمات وتميّزت الواجبات عن المحرّمات.
أمّا بعد :
فيقول المفتقر إلى عفو ربّه الباري حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري أوتيا
كتابهما يمينا وحوسبا حسابا يسيرا : هذه مقدّمة متعلّقة بمسألة مقدّمة الواجب
بيّنت فيها أكثر المباحث الّتي تتعلّق بهذه المسألة وينتسب إليها ، وأوردت جلّ
دلائل الأقاويل الواقعة فيها وما يرد عليها ، وأظهرت ما هو الحقّ الحقيق بالتحقيق
الحريّ بالتصديق ، حسبما أدى إليه نظري القاصر وفكري الفاتر سالكا طريق الإنصاف
ناكبا عن سبيل الاعتساف ، سائلا من الناظرين فيها أن لا يبادروها بالإنكار ، ولا
يلاحظوها بلحظ الاستنكار ، بل عليهم أن يستقبلوها على قطوف التأمّل والتفكّر
ويستعملوا فيها صنوف التعمّق والتدبّر ثمّ لهم الردّ والقبول وهو غاية كلّ مسئول ،
ونهاية كلّ مأمول ، وها أنا أشرع في المقصود مستفيضا من واهب الطول والجود.
اعلم أنّ
الواجب على قسمين ؛ مطلق ومشروط ، وعرّفوا المطلق بما لم يقيّد وجوبه بما يتوقف
عليه وجوده من حيث هو كذلك ، والمشروط بما قيد