بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعل سبيل الوصول إليه مشرعا للقاصدين ، وابتغاء وسائل الخيرات منهجا للطالبين ، والصلاة على خير الأنبياء محمّد مشيد بنيان اليقين وعلى آله أعلام الحقّ وأركان الدين.
يقول الفقير إلى رحمة الله الباري محمّد باقر بن محمّد مؤمن السبزواري : هذه مقالة في تحقيق مقدمة الواجب والإبانة عن الحق الصريح فيها بحسب وسعي وطاقتي جعلتها تبصرة لمن له همة في أمر الدين وتذكرة لمن له قدم صدق في تحقيق الحقّ ونيل اليقين والمرجو من الناظر فيه أن يلحظ بعين الهداية أو الاهتداء لا بكمون السخط والركون إلى الأهواء فانّ لنواقد الفطن جريا على منافد الهوى ، ولحوادث الميل تسلطا على أركان الطبائع القوى ، والهوى في طرق العلم أشد ما حذّر منه وأعظم ما وقي عنه ، فلينظر فيه بعين العدل والإنصاف والحذر من الجور والاعتساف مع إرجاع البصر واستفراغ النظر ، فإن وجده مقبولا فذاك المراد وإلّا فليحذر التكبّر (التنكّر خ ل) والعناد ، وليقصد الهداية والإرشاد فيكون بين مهتد أو هاد فانّ الله مرجع العباد وهو الموصل إلى طريق السداد.
اعلم أنّ الواجب بالنسبة إلى مقدمته قسمين مطلق ومشروط ، فالواجب المطلق بالنسبة اليها ما لم يقيد التكليف به لوجود ذلك الشيء والواجب المشروط بالنسبة إليها ما قيد التكليف به لوجود ذلك الشيء ولا خلاف في أن إيجاب القسم الثاني ليس إيجابا لشرائطه فإيجاب الزكاة بشرط بلوغ النصاب ليس